لئن فخرتْ بالمكرمات بنو مصر ... فإنك بين الناس أجدر بالفخرِ

فما زلت ذا النادي النديّ لقاصد ... كثير رماد القِدر مرتفع القدرِ

ونارك للعافين دائمة اللظى ... لها لهب يبدو كألوية حُمر

وبيتك بيتٌ لم يزره مدنس ... فيذهب إلا وهو معه على طهر

وكم سقت ياقوتاً إليه وجوهراً ... لزينته حتى نسبت الى أمر

فلا زلت ذا الرمح الطويل تهزه ... يمينك عند النقع للبيض والسمر

وتسلب أسلاب الرجال وإنه ... لسلب فتى لم يأت ذاك على عذر

وكم لك من مشمولة قد عصرتها ... معتقة للشرب طيبة النشر

وكم تائب وفاك يكشف رأسه ... فحققت منه أنه جاء عن عذر

قلت: لقد جوّد هذا النظم ابن دانيال، وحقق أن مثله لا ينال. وقوله: ومشمولة قد عصرتها هو قول القاضي محيي الدين بن عبد الظاهر بعينه ملغزاً في لسان الحرير الذي يستعمله المصريون في عمائمهم، وأبدع في ذلك غاية الإبداع، وهو:

ومشمولة راقت ورقّت فأصبحت ... على الشرب تزهى حين تهدى الى الكاس

وما عُصرت يوماً برجلٍ وكم لها ... إذا ما أديرت من صعود الى الراس

معتقة ما شمّست بعد عصرها ... لإثم وكم فيها منافع للناس

ابن النصيبي

تاج الدين محمد بن أحمد. وضياء الدين محمد بن محمد.

النصيبي القوصي

محمد بن محمد بن عيسى.

ابن النصير

كاتب الحكم علاء الدين علي بن محمد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015