كم رأينا من أبي دلفٍ ... خبره يربي على خبره
ثمّ ولّى بالممات وما ... ولّت الدّنيا على أثره
وأنشدني له إجازة في انكفاف بصره:
أضحى وجودي برغمي في الورى عدماً ... إذ ليس لي فيهم وردٌ ولا صدر
عدمت عيني ومالي فيهم أثرٌ ... فهل وجودٌ ولا عينٌ ولا أثر؟
وأنشدني له إجازة:
لقد فاز بالأموال قومٌ تحكّموا ... ودان لهم مأمورها وأميرها
نقاسمهم أكياسها شرّ قسمةٍ ... ففينا غواشيها وفيهم صدورها
وأنشدني له إجازة في سجادة خضراء:
عجبوا إذا رأوا بديع اخضرارٍ ... ضمن سجّادةٍ بظلٍّ مديد
ثمّ قالوا: من أيّ ماءٍ تروّى؟ ... قلت: ماء الوجوه عند السّجود
وأنشدني له إجازة في ممسحة القلم:
وممسحةٍ تناهى الحسن فيها ... فأضحت في الملاحة لا تبارى
ولا نكر على القلم الموافي ... إذا في ضمنها خلع العذارا
وأنشدني له إجازةً في شبابة:
سلبتنا شبّابةٌ بهواها ... كلّ ما ينسب اللّبيب إليه
كيف لا والمحسن القول فيها ... آخذٌ أمرها بكلتا يديه