اعتمادًا على حيادها (?).
ولكن هذه الوعود سرعان ما تلاشت، وخدع بها القائد (عرابي) وعبر الأسطول الإنجليزي قناة السويس ليطوق البلاد من الشرق والغرب، وتقع الكارثة، ويجثم الاحتلال الإنجليزي على صدر مصر قرابة السبعين عامًا.
حقًّا إنها مأساة متكررة، فكم رزئت الأمة بأعداد من الحكام والقواد الذين لم يكونوا جديرين ومؤهلين لقيادتها، ومع إخلاص بعضهم إلى أن جهلهم بالعقيدة الصحيحة كان سببًا في إخفاق إخلاصهم، ونكبة أممهم وشعوبهم، ومن هؤلاء القائد (أحمد عرابي) الذي تصدى لقيادة الثورة والجهاد، وخلفه جموع الأمة وعلماؤها، ولكنه كان غير خليق بالقيادة بسبب ما ذكرنا (?).
"وهذه الثورة العرابية لو قُدِّر لها أن تنجح فربما كانت سبقت مصطفى كمال أتاتورك بأشياء كثيرة فها هو محمود سامي البارودي أحد زعمائها يقول:
"كنا نرمي منذ بداية حركتنا إلى قلب مصر جمهورية مثل سويسرا، ولكنا وجدنا العلماء لم يستعدوا لهذه الدعوة؛ لأنهم كانوا متأخرين عن زمنهم، ومع ذلك فسنجتهد في جعل مصر جمهورية قبل أن نموت" (?).