اعلام مالقه (صفحة 85)

ومن شعره رحمه الله تعالى يرثي القاضي أبا مروان عبيد الله بن حسّون (?) ويعزي ابنيه أبا علي، وأبا عبد الله: [بسيط]

أمّا الدّموع فمنها الواكف السّرب ... وفي الضّلوع ضرام الحزن يلتهب

ما كان هلك أبي مروان عندهم ... إلاّ الكسوف به الأعيان تنقلب

صارت له نيّرات العين مظلمة ... وعاد كالصّاب في أفواهنا الطّرب

في كلّ واد وناد من عشائرنا ... انتابه الجدّ لمّا مات، واللّعب

كنّا به من خطوب الدّهر في حرم ... والأمن تلحفنا أبراده القشب

وكان رأس المعالي ساميا صعدا ... فطؤطئ الرّأس واستعلى به الذّنب

يا هضبة هدّ ركن المجد هدّتها ... (?) وحدّه فلّ لمّا فلّت الحسب

أقول فيك الذي يعزى لفاطمة ... والقلب حرّان من فرط الهوى يجب

«قد كان بعدك أنباء وهينمة ... لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب» (?)

العلم والحلم والتّقوى وهمّته ... في العدل والبذل، ثمّ الرّأي والأدب

ما ضيّع الله قوما أنت جارهم ... أبا عليّ وإن طافوا وإن طلبوا

والسّهل يصعب مهما كنت راكبه ... فلا تهزّنّك الأهوال والرّعب

وقد حننت أبا عبد الإله لكم ... كما تحنّ لك الأقلام والكتب

وما اليراع إذا أصبحت تعمله (?) ... إلاّ تذلّ له الهنديّة القضب

تدنو وتبعد والمنّات عالية ... كالطّرف يوجد فيه الجري والخبب

وإن حجبت زمانا عن زيارتكم ... فالشّمس شمس وإن كانت لها حجب

قلبي سنان تشقّ الصّخر حدّته ... ومقولي صارم في متنه شطب

ولي وفاء لو أنّ الأرض تعهده ... ما دلّ فيها لفرع النّبعة الغرب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015