أنوار الهدنة ليلها. فلا فأل إلاّ غابر الكواكب، جهام المراكب، ولا علم إلاّ موطوء المناكب، مفلول المواكب. وقد اثبتّ من نظمه ونثره ما يستميل الأسماع، ويعمّر الجوانح والأضلاع.
من شعره رحمه الله يصف روضة قد بلّل الندى أغصانها، وتفتّحت بالأنوار، فقال في ذلك (?): [كامل]
ضحك الزّمان بحسنه وبهائه ... كالصّبّ يضحك بعد طول بكائه
وكأنّ إقبال الرّبيع بفصله ... وصل الحبيب أتاك بعد جفائه
وكأنّما وادي العقاب عشيّة ... مستمطر دمعي لجرية مائه
وكأنّ رشح الطّلّ في نور الرّبى ... رشح الخدود بدا بنار حيائه
وله فيه أيضا: [سريع]
ما أحسن الزّهر إذا ما ابتسم ... عن لؤلؤ الرّوض إذا ما انتظم
نمّ بسرّ الرّوض نوّاره ... كعاشق باح بما قد كتم
لم يك عن قصد ولكنّه ... أعوزه الصّبر عليه فنم
ودخل على بعض السلاطين فقام له وقرّب مجلسه منه، فقال (?): [بسيط]
صيّر فؤادك للمحبوب منزلة ... سمّ الخياط مجال للمحبّين
ولا تسامح بغيضا في معاشرة ... فقلّما تسع الدّنيا بغيضين
وله يراجع الشاعر الحصري (?): ما أفصح لسانك، وأفسح ميدانك، وأوضح بيانك، / 179 / وأرجح ميزانك، وأنور صباحك، وأزهر مصباحك. أيّها الفارط المتمهّل في ميدان النّبل، والسّابق المتطوّل بفضائل الذّكاء والفضل. أرحتني من صلّ الهمّ فازدهتني أريحية، وأرحتني من ظلّ الغمّ فلاحت لي شمس الأمنية، ممّا أطلعت عليّ، وأهدته مكارمك إليّ. فقلت: أعصر الشّباب رجع، أم كوكب السّعد طلع، أم