اعلام مالقه (صفحة 304)

حيّاك عنّي كلّ روض عاطر ... وسقاك عنّي سلسبيل يمرع

كم مشهد لك في الملمّ إذا دجا ... ورأى [الخلائق] (?) أنّه لا ينفع

جلّيت حالكه بأمر مبرم ... وعزيمة كالسّيف لا تتضعضع

كن كيف شئت فإنّك الملك الذي ... عنه القضاء غدا يدبّ ويدفع

وكريم سعد في سعود ترتقي ... كالكوكب المشبوب لا يتقنّع

أفما رأى المرتاب آية ربّه ... بعذاب بحر فوق برّ يضرع

فأقم بظلّ من إلاهك سانح ... واهنأ بصنع، حسن صنع يتبع

إنّ العدوّ غدا، وضيق أمره ... والدّهر ذو دول، وصدرك أوسع

كيف القيام بشكر ما أوليتني ... من برّ إذن، للزّيارة يشفع

عظمت بها هممي (?) فصرت منادما ... للفرقدين بحيث لا أتوقّع

للبؤس والنّعمى خلقت معظّما ... كالدّهر أحيانا يضرّ وينفع

فاسلم على مرّ اللّيالي فإنّما ... أنت المنى والفضل فيك مجمّع

واعلم بأنّي شاكر مستعبد ... بعميم ما تسدي إليّ وتصنع

فقد رأيت أن أقتصر على أمداحه بما ذكرت. فقدره مشهور معلوم رحمه الله.

ومنهم:

125 - علي بن فرحون القيسي (?)

يكنى أبا الحسن، ويعرف باسم والده. وكان رحمه الله زاهدا فاضلا ورعا، مع ما كان عليه من الأدب البارع والكتب الحسن. قال الفقيه أبو عمرو بن سالم رحمه الله: قدم الفقيه أبو الحسن علينا مالقة أعادها الله، في سنة خمس وثمانين وخمسمائة. وأنشدني لنفسه:

أرى النّاس لن يغنوا عن الله ذي العلى ... فعوّل عليه في الأمور وسلّم

وعدّهم موتى ولا تعبأن بهم ... وكبّر عليهم أربعا ثمّ سلّم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015