اعلام مالقه (صفحة 217)

وكتب إليه ابن مرج الكحل بقصيدة أولها: [طويل]

أعادتك من ذكر الأحبّة أشجان ... فقلبك خفّاق ودمعك هتّان

تحنّ على شحط المزار إليهم ... ومن دون لقياهم قفار وبلدان

خليليّ ما في الأرض صفو مودّة ... إذا لم يكن يصفي المودّة صفوان

رماني بزور وهو بالحقّ عالم ... وكلّ كلام الشّرّ زور وبهتان

نطقت فأفحمت العراق بلاغة ... وأخرست ما تحوي السّراة خراسان

ولو سمعت سمعا (?) عكاظ بلاغتي ... لما جرّر الأذيال (?) في الدّهر سحبان

ولو كنت في جيل الأوائل لم يكن ... ليذكر بالإحسان في الشّعر حسّان

فجاوبه الفقيه أبو بحر صفوان بقصيدة منها: [طويل]

سل البان عنهم كيف بعدهم البان ... أشاقوه إذ ساروا، وراعوه إذ بانوا

ألم يتعاط دون بان قضيبه ... فتلك القدود الهيف في العين إخوان /

فما بالها لم تدن شوقا إليهم ... ولم تنقدح فيها من الوجد نيران

ومنها:

إليها فلا انجرّت ذيول ظلالها ... ولا أشبت منها المعاطف أغصان

فإن حكموا أنّ القدود ذوابل ... فشاهدهم أنّ النّواظر خرصان

وإن أجمعوا أنّ الخدود أزاهر ... فحجّتهم أنّ المعاطف أفنان

خليليّ عوجا وانظرا وتبيّنا ... ولا تكسلا، لن يبلغ المجد كسلان

أهدّي الذي تهدي الرّياح سلامهم ... فإنّي أرى للرّيح عرفا له شان

لعلّهم قد أودعوها شذاهم ... ليرتاع مشتاق ويهتزّ هيمان

وإلاّ فقولا أنتما قول منصف ... أطبع نسيم الرّيح روح وريحان

أقول لقلبي حين أشعر غدرهم ... ثكلت، أترضى أن تخون كما خانوا

ولا غرو أنّي كنت للعهد حافظا ... وكلّهم عند الشّدائد خوّان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015