وحتّى أنجم الآفاق أمست ... تشكّى في منازلها الكلالا
وأظلمت القصور لساكنيها ... وقد كانت تروق لهم جمالا
لئن صار الضّريح لها حجابا ... لقد كان الحياء لها حجالا
ولم تجزع لموت حين وافى ... ولا أبدت لرؤيته اختبالا
لقد جرّعتنا كأسا فظيعا ... شربناه وكان لنا سمالا
وأحببنا لقاء الموت لمّا ... رأينا بعدك المحيا وبالا
وشقّقت القلوب عليك عين ... نواعم لم تراع لها دلالا
ولمّا أن جعلت اللّحد مثوى ... وهبن نفوسهنّ لتستمالا /
تفدّيك المكارم والمعالي، ... إذا الغرم اغتلى منك النّوالا
وأمّا المأثرات فقد أقامت ... لديك وأقسمت أن لا زوالا
ألا يا ربّ ذا وجه مصون ... وسيم (?) الرّوع فامنعه ابتذالا
أثابك ربّك الحسنى جزاء ... ولقّاك الكرامة والجلالا
زهت بك جنّة الفردوس عجبا ... وحور العين بادرن اقتبالا
على أن لو بسطنا الخدّ أرضا ... تمرّ عليه ما كان احتفالا
عسى الصّبر الجميل يزور قوما ... قد اجتلدوا (وما وجلوا) (?) اجتلالا
وهي أكثر من هذا. وأدبه مشهور.
ومنهم:
ويكنى أبا الحسن، وهو ابن أخي الشيخ أبي بكر بن مغاور (?). كان رحمه الله نبيها فطنا لوذعيا شاعرا مجيدا. نقلت من خط الفقيه أبي عمرو بن سالم، قال:
أنشدنا أبو الحسن بن مغاور لنفسه مما قاله بمرسية: [بسيط]