اعلام مالقه (صفحة 159)

والسادات في حوائجهم. وكان رحمه الله طالبا حافظا للقرآن، ذاكرا للحديث. قرأ على الفقيه الحاج الزاهد أبي الحجاج ابن الشيخ رحمه الله ولازمه وانتفع به، والفقيه أبي عمرو بن سالم رحمه الله.

وله يمدحه: [بسيط]

جزى الإله ابن ولاّد وما ولدا ... خيرا وبرّا على ما قال واعتقدا

هو الأمين الذي يمناه قد وكفت ... فكفّه ليس تدري غير بذل ندى

برّ وفيّ كثير الجدّ همّته ... درء الهموم فيعطي كلّ من قصدا

محدّث لفنون العلم راوية ... يلقي الحديث صحيحا كالذي وردا

وإن تكلّم في فقه وفي أدب ... فما تقيس عليه في الورى أحدا

عدل تقيّ كأنّ الله صوّره ... دون البريّة شخصا من تقى وهدى

لذاك قلت وقد عمّت فضائله: ... جزى الإله ابن ولاّد وما ولدا

ومنهم:

42 - محمد بن يوسف بن عمّار المكتب

يكنى أبا عبد الله. هو أول من أدبني وعلمني القرآن رحمه (الله) ونفعه (به) (?).

كان رحمه الله فاضل الخلق، حسن العشرة، موطّأ الأكناف، مشفقا. فقد (?) كنت أقرأ عليه القرآن في الصّغر، وأنا يومئذ من نحو ست سنين، فربما كان النوم يغلبني، فكان يضمّني إلى نفسه، ويغطيني بردائه، جزاه الله خيرا وأسكنه الجنة بمنّه. وكان رحمه الله فاضلا ورعا، منزويا عن الناس، حسن الخط، مجودا للقرآن، حسن الإيراد له، كاتبا بليغا، وشاعرا مطبوعا. لما حدقت عنده رحمه (الله) (?) في سورة فاطر، وجّه خالي رحمة الله عليه الحدقة إليه، وكتب له معها أبيات شعر يستعذر له فيها: [مجزوء الكامل]

عذرا أبا عبد الإله ... فإنّه نزر يسير

واقبل قليل أخ له ... في ودّه العدد الكثير

طور بواسطة نورين ميديا © 2015