لأبي هريرة: قدر كم كانت حين فرغتم قال: مثلها حين وضعت إلّا أن فيها أثر الأصابع.
ومن أعلامه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما حصل بالحديبية وهي جافة قال للناس: «انزلوا» . فقالوا: يا رسول الله ما بالوادي ماء ننزل عليه. فأخرج سهما فدفعه إلى البراء بن عازب وقال: «اغرز هذا السهم في بعض قلب (?) الحديبية وهي جافة» ، ففعل فجاش الماء (?) ونادى الناس بعضهم بعضا من أراد الماء. فقال أبو سفيان قد ظهر بالحديبية قليب فيه ماء ثم قال لسهيل بن عمرو: قم بنا إلى ما فعل محمد فأشرفا على القليب والعيون تحت السهم فقالا: ما رأينا كاليوم قط وهذا من سحر محمد قليل فلما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرحيل قال للناس: خذوا حاجتكم من الماء ثم قال للبراء: إذهب فرد السهم، فلما فرغوا وارتحلوا أخذ البراء السهم فجف الماء كأنه لم يكن هناك ماء وهذا نظير ما أعطى موسى من الحجر الذي انفجرت منه اثنتا عشرة عينا.
ومثله ما روي أنه في غزوة بني المصطلق دعا بركوة جافة ثم تفل فيها ثم قلبها فتفجرت من بين أصابعه عيون حتى شرب الخيل والإبل وملىء كل سقاء.
ومن أعلامه: أن قوما شكوا إليه صلى الله عليه وسلم ملوحة مائها فقام بأصحابه حتى أشرف على بئرهم فتفل فيها ثم انصرف فانفجرت بالماء الزلال وكانت غائرة وأنها على حالها اليوم ويتوارثها أهلها ويعدونها من أعظم مفاخرهم، ولما بلغ ذلك قوم مسيلمة سألوه مثلها فتفل فيها (?) فصار ماؤها أجاجا كبول الحمار وهي اليوم على حالها.
وجاءته صلى الله عليه وسلم امرأة بصبي لها قد تمعط (?) شعره فمسح رأسه بيده فاستوى