عن صفته في التوراة أنه مبعوث في آخر الزمان ويكون الماضي على القول الثالث في توراة السامرة خمسة آلاف ومائة وسبعا وثلاثين سنة والباقي من عمر الدنيا على هذا القول بعد الهجرة ألفا وثمانمائة وثلاثا وثلاثين سنة ليكون الرسول في سادسها ألفا لما قيل من سنيه.
والسامرة قوم ناقلة من بلاد المشرق سموا بذلك لأن تفسيره بالعربية الحفظة وهم لا يقبلون من كتب الأنبياء إلّا التوراة وحدها والأول لأجل قول الرسول بالأشبه وإن كان قيام الساعة وانقراض مدة الدنيا وقيام العالم على هذا التاريخ الذي أثبتوه والتقدير الذي حققوه مدفوعا عندنا بقول الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ (?) وفيه تأويلان:
أحدهما: أن قيامها مختص بعلمه فامتنع أن يشاركه في علمها أحد من خلقه.
والثاني: أن قيامها موقوف على إرادته فامتنع أن يوقف على غير إرادته.
وقال تعالى: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً (?) يعني فجأة والبغتة غير معلومة فامتنع أن تكون عندهم معلومة ثم قال: فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها (?) وفيه وجهان:
أحدهما: نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وهذا يدل على أنه مبعوث في آخرها ألفا.
والثاني: أن أشراطها الآيات المنذرة بها كما قال: وَما نُرْسِلُ بِالْآياتِ إِلَّا تَخْوِيفاً (?) فلا تقوم الساعة إلّا بعد أن ينذر الله تعالى بآياتها.
روى سفيان بن عيينة، عن فرار، عن أبي الطفيل، عن حذيفة بن أسد