نحن ولّينا البيت بعد جرهم ... نعمره من كل باغ ملحد
ولما انحاز عامر بن الحرث مع بقية جرهم عن الحرم عند استيلاء خزاعة عليه خرج بغزالي الكعبة وحجر الركن يلتمس التوبة وهو يقول:
لا هم إن جرهما عبادك ... الناس طرف وهم تلادك
فلم تقبل توبته فألقى غزالي الكعبة وحجر الركن في زمزم ودفنها وخرج ببقية جرهم وهو يقول:
كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا ... أنيس ولم يسمر بمكة سامر
بلى نحن كنا أهلها فأبادنا ... صروف الليالي والدهور الغواير
فلما رأى عامر بن الحرث الجرهميّ ما صاروا إليه بعد الكثرة والقوة قال:
يا أيها الناس سيروا إن قصركم ... أن تصبحوا ذات يوم لا تسيرونا
كنا أناسا كما كنتم فغيرنا ... دهر فأنتم كما كنا تكونونا
خطوا المطى وأرخوا من أزمتها ... قبل الممات وقضوا ما تقضونا
فوليت خزاعة البيت والحرم غير أنه كان في مضر من أمره ثلاث خلال:
إحداهن: الدفع من عرفة إلى المزدلفة، كان إلى الغوث بن بزمر وهو صرفه.
والثانية: الإفاضة من مزدلفة إلى منى للنحر كان لزيد بن عدوان وآخر من أفضى إليه أبو سيارة.
والثالثة: النسيء لشهور الحج كان للمتلمس من بني كنانة واخر من أفضى إليه حتى جاء بالإسلام ثمامة بن عوف فشركت مضر خزاعة في معالم الحج وإن كانت زعامة الحرم لخزاعة وقريش في اوزاع بنى كنانة من مضر وأفضت