كانوا يكثرون منه الاستهزاء ويواصلون عليه الأذاء وكان لا يقرأ إلّا مستسرا ولا يدعو إلّا مستخفيا فنزل عليه قوله تعالى: وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها وَابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلًا (?) أي لا تجهر بها فيؤذوك ولا تخافت بها عن أصحابك فلا يسمعوك وابتغ بين الجهر والأسرار سبيلا، فأذن لأصحابه حين اشتد بهم الأذى في الهجرة إلى أرض الحبشة لأن ملكها كان منصفا ورغب إلى الله تعالى أن يكفيه أمرهم فنزل عليه قوله تعالى: فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (?) .

وقي قوله: فاصدع بما تؤمر تأويلان:

أحدهما: امض لما تؤمر به من إبطال الشرك.

والثاني: أظهر ما تؤمر به من الحق.

وفي قوله: وأعرض عن المشركين تأويلان:

أحدهما: استهزىء بهم.

والثاني: لا تهتم باستهزائهم إنا كفيناك المستهزئين يعني بما عجّله من إهلاكهم.

فأما الوليد بن المغيرة فإنه ارتدى فعلق بردائه شوك فذهب يجلس عليه فقطع أكحله فنزف فمات لوقته.

وأما العاص بن وائل فوطىء على شوكة فتساقط لحمه من عظامه فمات من يومه.

وأما الأسود بن عبد يغوث فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عليه بالعمى وثكل ولده فأتى بغصن فيه شوك فأصاب عينه فسالت حدقتاه على وجهه وقتل ولده زمعة يوم بدر فأعمى الله بصره وأثكله ولده.

وأما فكيهة بن عامر فخرج يريد الطائف ففقد ولم يوجد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015