قلبي الإسلام ثم التقيت برسول الله صلى الله عليه وسلم بعد رجوعه من الطائف فحين رآني قال: «النضير؟» قلت: لبيك. قال: «هذا خير لك مما أردت يوم حنين ما حال الله بينك وبينه» .
ومن أعلامه صلى الله عليه وسلم: أنه قال لعمه العباس وقد أسر يوم بدر: أفد نفسك وابنيّ أخيك عقيلا ونوفلا وحليفك فإنك ذو مال فقال: يا رسول الله إني كنت مسلما وأخرجت. فقال: «الله أعلم بإسلامك فأين المال الذي وضعته بمكة عند أم الفضل حين خرجت وليس معكما أحد فقلت إن أصبت في سفري فللفضل كذا ولعبد الله كذا ولقثم كذا.
فقال: والذي بعثك بالحق ما علم بهذا أحد غيري وغيرها وإني لأعلم أنك رسول الله ففدى نفسه وابني أخيه وحليفه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله سيعوضك خيرا إن كان ما قلته عن إسلامك حقا» ، فعوضه الله تعالى مالا جما.
ومن أعلامه صلى الله عليه وسلم: ما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد الذهاب إلى أم فروة الأنصارية قال لأصحابه: «انطلقوا بنا إلى الشهيدة فنزورها» ، وأمر أن يؤذن لها ويقام وأن تؤم أهل دارها في الفرائض فقتلها في أيام عمر رضي الله عنه غلام وجارية كانا لها فصلبهما عمر رضي الله تعالى عنه فكانا أول من صلب في الإسلام فقال عمر: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: «انطلقوا نزور الشهيدة» .
ومن أعلامه صلى الله عليه وسلم: ما رواه عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال:
أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحتجم فلما فرغ قال: «يا عبد الله اذهب بهذا الدم فاهرقه حيث لا يراك أحد» ، فلما برز عنه عمد إلى الدم فحساه فلما رجع قال: «يا عبد الله ما صنعت» ؟ قال: جعلته في أخفى مكان ظننت أنه خاف عن الناس قال: «لعلك شربت الدم» ؟ قال: نعم؟ قال: «ويل للناس منك وويل لك من الناس» ، إلى أمثال ذلك من نظائره التي يطول الكتاب بذكره حتى كان المنافقون لا يخوضون في شيء من أمره إلّا أطلعه الله عليه فكان يخبرهم به حتى كان بعضهم يقول لصاحبه أسكت وكف فو الله لو لم يكن عنده إلّا