قالوا: وأيضًا فإذا اختلفت الأقيسة في نظر المجتهدين (?) فإمَّا أنْ يُقال: كل مجتهد مصيب؛ فيلزم أن يكونَ الشيء وضدُّه صوابًا، وإمَّا أنْ يقال: المصيب واحد (?)، وهو القول الصواب، ولكن ليس أحد القياسين بأولى من الآخر، ولا سيما قياس الشَّبه فإن الفرع قد يكون فيه وصفان شبيهان للشيء وضده، فليس جعل أحدهما صوابًا دون الآخر بأولى من العكس (?).
قالوا: وأيضًا فالنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال (?): "أوتيتُ جوامع الكلم، واختُصرتْ لي الحكمة اختصارًا" (?)، وجوامع الكلم: هي الألفاظ الكُليّة العامة المتناولة لأفرادها، فإذا انضاف ذلك إلى بيانه الذي هو أعلى رُتَب البيان (?) لم يُعْدَل عن