على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وكان إذا رأى من الصحابة اختلافًا يسيرًا في فهم النصوص يظهر في وجهه حتى كأنّما (?) فقئ فيه حب الرُّمان ويقول: "أبهذا أمِرتُم؟ " (?)، ولم يكن أحدٌ بعده (?) أشد عليه الاختلاف من عمر [-رضي اللَّه عنه-] (?)، وأما الصديق فصان اللَّه خلافته عن الاختلاف المستقر في حكم واحد من أحكام الدين، وأما خلافة عمر فتنازع (?) الصحابة تنازعًا يسيرًا في قليل من المسائل جدًا، وأقر بعضهم بعضًا على اجتهاده من غير ذم ولا طعن، فلما كانت خلافة عثمان، اختلفوا في مسائل يسيرة [صَحِبَ] (?) الاختلاف فيها بعضُ الكلام (?) واللوم، كما لام عليٌّ عثمان في أمر المتعة وغيرها (?)، ولامه عمار بن ياسر وعائشة في بعض مسائل قسمة الأموال والولايات (?)، فلما أفضت الخلافة إلى علي -رضي اللَّه عنه- (?) صار الاختلافُ بالسيف.

[الاختلاف مهلكة]

والمقصود أنَّ الاختلاف منافٍ لما بعث اللَّه به رسوله [-صلى اللَّه عليه وسلم-] (?)؛ قال عمر [-رضي اللَّه عنه-] (4): "لا تختلفوا؛ فإنكم إن اختلفتم كان مَنْ بعدكم أشدَّ اختلافًا" (?)؛ ولما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015