وحرارة الشهوة (?) في قلبه توجب له دوام اللهف، فإن حملتَ عليه بالموْعِظة (?) والنصيحة فهو يلهف، [وإنْ تركته ولم تعظه فهو يلهف]، (?) قال مجاهد: وذلك مثل (?) الذي أُوتي الكتاب ولم يعمل به (?)، وقال ابن عباس: إنْ تحملْ عليه الحكمةَ لم يحملها، وإنْ تركته لم يهتد إلى خير، كالكلب إنْ كان رابضًا لهث، وإنْ طرد لهث (?)، وقال الحسن: "هو المنافق لا يثبت على الحق، دُعِيَ أو لم يُدْعَ، وُعِظَ أو لم يوعَظْ، كالكلب يلهث طُرِدَ أو ترك (?) " وقال عطاء: ينبح إن حملت عليه أو لم تحمل عليه، وقال أبو محمد بن قتيبة: "كل شيء يلهث فإنما يلهث من إعياء أو عَطَش [أو علة] (?) [إلا] (?) الكلب فإنه يلهث في حال الكَلال (?) وحال الراحة وحال الصحة وحال المرض [وحال الريّ] (?) والعطش.
فضربه اللَّه مثلًا لمن كذب بآياته، وقال (?): إنْ وعظته فهو ضال، وإن تركته فهو ضال كالكلب إنْ طردته [وزجرته، فسعى] لهث وإن تركته على حاله لهث، ونظيره قوله [سبحانه] (?): {وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَتَّبِعُوكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ