[ويقف] (?) إذا كانت المسألة (?) فيها اختلاف، [وكثيرًا ما] (?) كان يقول: سَلْ غيري، فإن قيل [له] (?): مَنْ نسأل؟ قال: سَلوا العلماء (?)، ولا يكاد يُسمّي رجلًا بعينه (?). قال: وسمعت أبي يقول: كان ابن عُيَيْنة لا يفتي في الطلاق، ويقول: مَنْ يُحْسِن هذا؟! (?).
وكان السَّلَف من الصحابة والتابعين يكرهون التَّسرُّعَ في الفَتْوَى، ويود كل واحد منهم أن (?) يكفيه إياها غيرُه؛ فإذا رأى أنها قد تعيَّنت عليه بَذَلَ اجتهادَهُ في معرفة حكمها من الكتاب والسنة، أو قول الخلفاء الراشدين ثم أفتى.
وقال عبد اللَّه بن المبارك: حدثنا (?) سفيانُ، عن عطاء بن السَّائب، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى؛ قال: أدركت عشرين ومئة من أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، أُراه قال: في المسجد، فما [كان] منهم مُحَدِّثٌ إلا وَدَّ أنَّ أخاه كَفَاه الحديث، ولا مُفْتٍ إلا ودَّ أن أخاه كفاه الفتيا (?).
وقال الإمام [أحمد] (?): حدثنا جرير، عن عطاء بن السائب، عن