وجند الرحمن، أولئك أصحابه -صلى اللَّه عليه وسلم-، أَبرُّ (?) الأمة قلوبًا، وأعمقها علمًا، وأقلها تكلفًا، وأحسنها بيانًا، وأصدقها إيمانًا، وأعمها نصيحةً، وأقربها إلى اللَّه وسيلة، وكانوا بين مُكْثِر منها ومُقِلٍّ ومتوسط.
والذين حُفِظَتْ عنهم الفتوى من أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (?) مئة ونَيِّف وثلاثون نفسًا، ما بين رجل وامرأة، وكان المكثرون منهم سبعة: عمر بن الخطاب، وعليّ بن أبي طالب، وعبد اللَّه بن مسعود، وعائشة أم المؤمنين، وزيد بن ثابت، وعبد اللَّه بن عَبَّاس، وعبد اللَّه بن عمر.
قال أبو محمد بن حَزْم (?): ويمكن أن يُجمع من فتوى كُلِّ واحد منهم سِفْر ضخم.
قال: وقد جمع أبو بكر محمد بن موسى بن يعقوب بن أمير المؤمنين المأمون فُتْيَا عبد اللَّه بن عباس -رضي اللَّه عنهما- (?) - في عشرين كتابًا.
وأبو بكر [محمد] (?) المذكور أحدُ أئمة الإسلام في العلم والحديث.
قال أبو محمد: والمتوسطون منهم فيما رُوي عنهم من الفُتيا: أبو بكر