التي سلكت ظاهر الشرع ولم تؤوله (?).

وأنت إذا تأملت ما عرض في الشريعة في هذا الوقت من الفساد العارض فيها من قِبَل التأويل تبيَّنت أن هذا المثال صحيح.

وأول من غير هذا الدواء الأعظم هم الخوارج، ثم المعتزلة بعدهم، ثم الأشعرية، ثم الصوفية، ثم جاء أبو حامد (?) فطمَّ الوادي على القَرِيِّ" (?)، هذا كلامه بلفظه (?).

ولو ذهبنا نستوعب ما جناه التأويل على الدنيا والدين، وما نال الأمم قديمًا وحديثًا بسببه من الفساد لاستدعى ذلك عدَّة أسفار (?)، واللَّه المستعان.

[لا يعمل بالفتوى حتى يطمئن لها قلب المستفتي]

الفائدة السادسة والخمسون: لا يجوز العمل (?) بمجرد فتوى المفتي إذا لم تطمئن نفسه، وحاك في صدره من قبوله (?)، وتردد فيها؛ لقوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "استفت نفسك (?)، وإن أفتاك الناس وأفتوك" (?)، فيجب عليه أن يستفتي نفسه أولًا، ولا تخلِّصه فتوى المفتي من اللَّه إذا كان يعلم أن الأمر في الباطن بخلاف ما أفتاه، كما لا ينفعه قضاء القاضي له بذلك، كما قال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من قضيت له بشيء من [حق] (?) أخيه، فلا يأخذه، فإنما أقطع له قطعة من نار" (?) والمفتي والقاضي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015