ولا خلاف عنه (?) في استفتاء هؤلاء، ولا خلاف عنه [في] (?) أنه لا يُستفتى أهل الرأي المخالفون لسنة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وباللَّه التوفيق، ولا سيما كثير من المنتسبين إلى الفتوى في هذا الزمان وغيره، وقد رأى رجل ربيعة بن أبي عبد الرحمن يبكي، فقال: ما يبكيك؟ فقال: "استُفتي من لا علم له، وظهر في الإِسلام أمر عظيم"، قال: "ولبَعضُ من يفتي هاهنا أحق بالسجن من السُّرَّاق" (?). وقال بعض العلماء (?): "فكيف لو رأى ربيعة زماننا؟ وإقدام من لا علم عنده على الفتيا وتوثبه عليها، ومد باع التكلف إليها و [تسلقه] بالجهل (?) والجرأة عليها مع قلة الخبرة وسوء السيرة وشؤم السريرة، وهو [من] (?) بين أهل العلم منكر أو غريب، فليس له في معرفة الكتاب والسنة وآثار السلف نصيب، ولا يبدي جوابًا بإحسان، وإن ساعد القدر فتواه (?) كذلك يقول فلان ابن فلان (?).

يَمُدُّون للإفتاء باعًا قصيرةً ... وأكثرهم عند الفتاوى يُكَذْلِكُ

وكثير منهم نصيبهم مثل ما حكاه أبو محمد بن حزم (?) قال: كان عندنا مفت قليل البضاعة فكان لا يفتي حتى يتقدمه من يكتب الجواب، فيكتب (?) تحته: جوابي مثل جواب الشيخ، فقدر أن اختلف مفتيان في جواب (?)، فكتب تحتهما: جوابي مثل جواب الشيخين، فقيل له: إنهما قد تناقضا فقال: وأنا أيضًا تناقضت (?)، كما تناقضا. وقد أقام اللَّه سبحانه لكل عالم ورئيس وفاضل (?) مَنْ يُظهر مماثلته، ويرى الجهالُ وهم الأكثرون مساجلته ومشاكلته (?)، وأنه يجري

طور بواسطة نورين ميديا © 2015