قال به أبو بكر وعمر، فإن لم يكن قال برأيه (?).
فهذا ابن عباس -واتِّباعه للدليل وتحكيمه للحجة معروف، حتى [إنه] (?) يخالف لما قام عنده من الدليل أكابرَ الصحابة- يجعل (?) قول أبي بكر وعمر حجة يؤخذ بها بعد قول اللَّه ورسوله، ولم يخالفه في ذلك أحد من الصحابة.
الوجه الخامس والثلاثون: ما رواه منصور، عن زيد بن وهب، عن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "رضيتُ لأمتي ما رضي لها ابنُ أم عبد" (?)، كذا رواه يحيى بن يعلى المحاربي عن زائدة (?) عن منصور، والصواب ما رواه إسرائيل وسفيان عن منصور عن القاسم بن عبد الرحمن عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مرسلًا ولكن قد روى جعفر بن عون (?) عن المسعودي عن جعفر بن عمرو بن حُريث (?) عن أبيه قال: قال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لعبد اللَّه بن مسعود: "اقرأ عليَّ" قال: أقرأ [عليك] (?) وعليك أنزل؟ قال: إني أحب أن أسمعه من غيري، فافتتح سورة النساء حتى إذا بلغ: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا} [النساء: 41] فاضَتْ عينا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وكفَّ عبدُ اللَّه [بن مسعود] (?)، فقام رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وتكلَّم فحمد اللَّه [وأثنى عليه] (8) في أول كلامه وأثنى على اللَّه، وصلّى على نبيه (?) -صلى اللَّه عليه وسلم-، وشهد شهادة الحق، وقال: "رضينا (?) باللَّه ربًا وبالإسلام دينًا ورضيت لكم ما رضي [لكم] (8) ابن أم عبد" (?)، ومن قال: ليس قوله بحجة،