ملحنا فكيف نصلح؟ وروى ابن بطة أيضًا بإسنادين (?) إلى عبد الرزاق: أخبرنا معمر عمَّن سمع الحسن يقول: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مثل أصحابي في الناس كمثل الملح في الطعام" (?) ثم يقول الحسن: هيهات! ذهب ملح القوم.

وقال (?) الإمام أحمد: حدثنا حسين (?) بن علي الجعفي، عن [أبي موسى -يعني] (?) إسرائيل-، عن الحسن قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مثل أصحابي كمثل الملح في الطعام" (?) قال: يقول الحسن: هل يطيب الطعام إلا بالملح؟ ويقول الحسن: فكيف بقوم ذهب ملحُهم؟

ووجه الاستدلال أنه شبَّه أصحابه في صلاح دين الأمة بهم بالملح الذي صلاح الطعام به، فلو جاز أن يفتوا بالخطأ ولا يكون في عصرهم من يفتي بالصواب ويظفر به من بعدهم لكان من بعده ملحًا لهم، وهذا محال؛ يوضحه أن الملح كما أن به صلاح الطعام؛ فالصواب به صلاح الأنام، فلو أخطأوا فيما أفتوا به لاحتاج ذلك إلى ملح يصلحه، فإذا أفتى من بعدهم بالحق كان قد أصلح خطأهم فكان ملحًا لهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015