أولى بمنصب هذه الإمامة، وهذا أمر ثابتٌ [لهم] (?) بلا شك بشهادة اللَّه لهم وثناءه عليهم، وشهادة الرسول لهم بأنهم خير القرون، وأنهم خيره اللَّه وصفوته، ومن المحال على من هذا شأنهم أن يخطئوا كلهم الحق (?)، ويظفر به المتأخرون، ولو كان هذا ممكنًا لانقلبت الحقائق، وكان المتأخرون أئمة لهم يجب عليهم الرجوع إلى فتاويهم وأقوالهم، وهذا كما أنه محال حسًا وعقلًا فهو محال شرعًا وباللَّه التوفيق.
الوجه الثالث عشر: قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} [الفرقان: 74] وإمام بمعنى قدوة، وهو يصلح للواحد والجمع كالأمة (?) والأسوة، وقد قيل: هو جمعه آمم كصَاحب وصِحاب وراجل ورجال وتاجر وتجار، و [قيل] (?): هو مصدر كقِتَال وضِرَاب، أي ذوي إمام، والصواب الوجه الأول، فكل من كان من المتقين وجب عليه أن يأتم بهم، [والتقوى واجبة، فالائتمام (?) بهم واجب، ومخالفتهم فيما أفتوا به مخالف للائتمام بهم] (?)، وإن قيل: "نحن نأتم بهم في الاستدلال (?) وأصول الدين" (?) فقد تقدم من جواب هذا ما فيه كفاية.
الوجه الرابع عشر: ما ثبت عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في الصحيح (?) من وجوه متعددة أنه قال: "خير القرون القرن الذي بعثت فيهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم" (?) فأخبر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أن خير القرون قرنه مطلقًا وذلك يقتضي تقديمهم في