لاستخرجوها، قال شيخنا (?) رضي اللَّه عنه: وهؤلاء لم يكفروا بالتوراة وبموسى (?)، وإنما فعلوا ذلك تأويلًا واحتيالًا ظاهرُهُ ظاهرُ الاتقاء وحقيقتُه حقيقةُ الاعتداء، ولهذا -واللَّه أعلم- مُسِخوا قِردةً لأن صورة القرد فيها شبه من صورة الإنسان، وفي بعض ما يذكر من أوصافه شبه منه، وهو مخالف له في الحد والحقيقة، فلما مَسَخَ أولئك المعتدون دينَ اللَّه بحيث لم يتمسكوا إلا بما (?) يشبه الدين في بعض ظاهره دون حقيقته مَسَخهم اللَّه قردة تشبه الإنسان في بعض ظاهره دون الحقيقة، جزاءً وفاقًا.
يقوي ذلك أن بني إسرائيل أكلوا الربا و [أكلوا] (?) أموالَ الناس بالباطل [كما قصَّهُ اللَّه في كتابه] (?)، وهو أعظم من أكل الصيد [المحرَّم] (4) في يوم بعينه، [ألا ترى أن ذلك حرام في شريعتنا -أيضًا- والصيد في السبت ليس حرامًا علينا؟ ثم إن أَكَلة الربا وأموال الناس بالباطل لم يعاقبوا] (?) بالمسخ كما عُوقب به من استحلَّ الحرام بالحيلة [وإنما عوقبوا بشيء آخر من جنس عقوبات غيرهم، فيشبه -واللَّه أعلم- أن يكون هؤلاء] (?) لما كانوا أعظم جرمًا [كانت عقوبتهم أعظم] (?)، فإنهم بمنزلة المنافقين [يفعلون ما يفعلون] (?) و [هم] (?) لا يعترفون