مثلك-أعزك الله-لا يذكّر عند المصيبة، إذ سهام صبرك مسددة مصيبة.

وايم الله لقد فجعت لرزئك في نجلك، وعظم فقده عندي من أجلك. ومهما أمرّ بناديه، أتفجع فأناديه:

(إذا ما دعونا الصّبر بعدك والبكا … أجاب البكا طوعا ولم يجب الصبر

فإن ينقطع منك الرجاء فإنّه … سيبقى عليك الحزن ما بقي الدّهر)

والله يجزل بمصابه أجرك؛ ويرفع-بالصبر عليه-في الدارين ذكرك.

والسلام.

وقلت أيضا:

-وبعثت بها إلى ابن عمنا أبي الوليد هذا رحمه الله تعالى-وكل ما في رسالتي هذه من الأبيات هي نظمي-:

أكاتبكم يا أهل ودّي وبيننا … كما حكم البين المشتّ فراسخ

فأما منامي فهو عنّي مشرّد … وأما الذي بالقلب منكم فراسخ (?)

الأخ الوفي الذي لا ارتياب في صحة إخائه، وابن العم الصفي الذي لم يشب الكدر صفو صفائه، والولي الحفي الذي يشهد خالس محبته بحسن ولائه.

الذي صحح وداده الاختيار، وصرف عنان المحبة إليه الاختيار. المبرز في إحراز غاية الإعجاب والإعجاز، الواحد الذي به فخار صدور القوافي والأعجاز، المنزهة حقائق عزائمه الصادقة عن شوائب المجاز. الذي كان له [26/ب] سعد بن عبادة أبا، واكتسب من المعالي ما امتنع عن غيره وأبى.

واعترف له بالفضل من أهل عصره أعلامه؛ وأطاعته في الحرب سيوفه، وفي الكتب أقلامه. إنسان عين الكمال، وفلذة كبد المجد الباهر الإجمال.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015