متى كان الخيام بذي طلوح … سقيت الغيث أيتها الخيام!
هو أن يكون الشاعر آخذا في معنى، فيعدل عنه آخذا في غيره، قبل أن يتم الأول. ثم يعود إليه فيتممه، فيكون ما عدل إليه مبالغة في الأول وزيادة في حسنه:
قال النابغة: -وقيل للجعدي- (?)
ألا زعمت بنو عبس بأني … ألا كذبت كبير السنّ فان
و [منه] قول كثير (?):
لو انّ الباخلين-وأنت منهم- … رأوك تعلّموا منك المطالا
وقال الآخر:
فإني إن أفتك يفتك منّي … -فلا تسبق له-علق نفيس
فهو أن تذكر شيئين، ثم ترمي بتفسيرهما جملة، ئقة بأن السامع يردّ كل تفسير إلى اللائق به؛ كقوله تعالى (?): وَقالُوا لَنْ يَدْخُلَ اَلْجَنَّةَ إِلاّ مَنْ كانَ هُوداً أَوْ نَصارى ولم تقل الطائفتان ذلك؛ وإنما قالت اليهود لن يدخل الجنة إلا اليهود، وقالت النصارى لن يدخل الجنة إلا النصارى.