الباب الثاني عشر فيما قيل من الشعر في السيف الذي بصومعة جامع القرويين من مدينة فاس

الباب الثاني عشر

فيما قيل من الشعر في السّيف

الذي بصومعة جامع القرويين من مدينة فاس

وها أنا أثبت-هنا-جملة من مقطعات لشعراء مدينة فاس في السيف الذي بمنار جامع القرويين، مع جملة من كلامي في تاريخ السيف المذكور؛ فنقول:

اجتمع في شهر ربيع الآخر من عام أربعة وستين وسبع مئة بجامع القرويين من مدينة فاس جماعة من طلبتها الأذكياء، وأدبائها النّبلاء وكنت في جملتهم؛ أسمع كلامهم. فتكلّموا في السيف الذي بأعلى الصومعة، ولم [127/ب] جعل هنالك. فقال قائل: جعل طلّسما على البلد، لما كان عليه الناس حينئذ من الافتئات على الأمراء، وقلة الانقياد. ولأجل ذلك لا يبيت إنسان بها إلا مغموما! وقال الآخرون غير ذلك (?). وأنا أذكر إن شاء الله حقيقة الأمر فيه. ثم آتي بعد ذلك بجملة ما قالوه في ذلك من الشعر مرتبا حسب ما وقع لا على مراتب القوم ومنازلهم.

اعلم-وفقك الله-أن أصحاب التاريخ قالوا إنه لما تم العمل في بناء الصومعة على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015