كنت قد تفكرت يوما في ذنوبي-وأنا بفاس-حين مقامي بها -في حضرة الملوك من بني مرين-فرأيتها جمة أعظم من أن أحصيها، فأحزنني ذلك، وساءني، فبعثت له بقولي:

يا أوحد الفقهاء والكبراء … وأخي التّقى والفضل والعلياء

قل لي وقاك الله كل مساءة … وحباك كلّ مسرّة وبهاء! -

كيف الخلاص من الهوى وأنا له … تبع مدى الإصباح والإمساء؟

فجاوبني بقوله:

يا ابن الملوك الأكرمين ذوي العلى … أهل الوفاء وملجأ الضّعفاء

هذا قريضك قد أتاني منبئا … عن بعض ما أودعت من علياء

[101/ب]

وطلبت ما ينفي متابعة الهوى … وينيل كلّ مسرّة وبهاء

فاعلم فدتك النّفس أني أشتكي … فوق الذي تشكو من البرحاء

ولعلّ مولانا ينيل جميعنا … عزّ التّقى في زمرة السّعداء

أمسكت رقعتك التي وجّهتها … من كونها خصّت بحسن ثناء

وعليك مني ألف ألف تحيّة … في ضعفها تترى بكلّ ثناء

***

طور بواسطة نورين ميديا © 2015