وأوسطهم نسبا في عترته من قريش، وذوي رحمه من الأنصار. فلم يزل يقاتل الناس حق يقولوا لا إله إلا الله، فمن قالها منع منا ماله ودمه، ومن أبى قتلناه، وكان قتله من الله يسيرا. ثم جلس، فقالوا للأقرع بن حابس (?):
قم فأنشده، فقام فقال: [5/ب]
نحن الملوك فلا حيّ يعادلنا … منا الملوك وفينا تنصب البيع
ونحن نطعم يوم المحل جائعكم … من السنام إذا لم تبصر القزع (?)
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت: قم فأجبه، فقام فمد لسانه فضرب به أرنبة أنفه، وقال قصيدته التي يقول فيها (?):
إن الذوائب من فهر وإخوتهم … قد شرعوا سنة للحق تتبع
يرضى بها كل من كانت سجيته … تقوى الإله ويرضى كل ما صنعوا
أكرم بقوم رسول الله قائدهم … إذا تفرقت الأهواء والشيع
خذ منهم ما أتوا عفوا فإن منعوا … فلا يكن همك الأمر الذي منعوا
فإن في حربهم-فاحذر-عداوتهم … سما يخاض عليه الصاب والسلع (?)