إن مضى عهد قربنا وتولى ... فزمان البعاد لا شكّ يمضي!
وأنشدني أبياتا كتب بها لأبيه الفقيه الكاتب صاحب القلم الأعلى أبو محمد صالح بن حجاج (*) وهي:
يا سيّدي لم أنم البارحه ... من فكرة سانحة بارحه
إذ باتت النّفس لأوطانها ... شيّقةّ، ونحوها جانحه
وكان في صحبة من قد مضى ... لي أمل وهمّة طامحه
حتّى إذا ولّوا وأضحت بهم ... ركابهم غادية رائحه
قنطت حتّى لم أجد سلوة ... إلا بتلك الغرّة الواضحه
كذاك حالي إن نأت سلوتي ... بكم أردّ سلوتي النازحه
وإنّما المقصود يا سيّدي ... جوابكم فكن إذن مانحه
بالنّظم أو بالنّثر إن شئتم ... تلك فعال كلّها صالحه!