الحرب وبين أميرها أبي يعقوب يوسف بن مزني (?). ثم قبض عليه وسيق لابن مزني، فعفا عنه، وخلّى سبيله. ثم خرج بجهة المديّة (?) على ابن عمه أمير المسلمين المتوكل على الله أبي حموّ ملك تلمسان (?)، وبويع هناك. ثم تخلّى عن الأمر من غير منازع، وقصد إلى ابن عمه أبي حمّو المتوكل على الله فخيّره (?) أن يقيم معه بتلمسان، أو يعبر البحر إلى الأندلس، فاختار الأندلس. فعبر البحر إليها، واستقرّ بغرناطة؛ فأحسن نزوله ابن عمّنا أمير المسلمين الغني بالله أبو عبد الله محمد المخلوع. ثم عبر البحر إلى العدوة فاستقر بحضرة ملوك بني مرين من فاس، فأكرم مثواه أميرها أمير المسلمين أبو فارس عبد العزيز. ثم ارتحل عنها وقصد إلى جهة سجلماسة، فبويع هناك، وأقام أشهرا ملكا، وقتل رحمه الله.
هو علم الأملاك، وواسطة الأسلاك، وإنسان عين المفاخر، المتلفّع من الدين بردائه الفاخر. قرأ العلوم ودرسها، وشيّد الفضائل وأسسها. وحصل من علم الحدثان على طائل. وحاز من الفصاحة ما أسكت به الأواخر والأوائل.
وتحلّى في منصّة الجمال وحيدا، وترفع في مراقي الكمال صنديدا.
أنشدني لنفسه-رحمه الله-:
رعى الله أيّاما تقضّت وحيّاها … بأنس حبيب كان أنس محيّاها
وردّ ليالينا التي سلفت لنا … وحيّى فؤادا لا يملّ لذكراها