جبريل سيد الملائكة فيما يدل عليه ظاهر الكتاب والسنة، وإنما قلنا: إن جبريل سيد الملائكة لأدلة من أعظمها: أن الله جل وعلا أوكل إليه أعظم الأمور، ألا وهي حياة القلوب، وحياة القلوب لا تكون إلا بالوحي الذي ينزل من السماء، والله أوكل إلى هذا الملك الكريم أن ينزل بالوحي من السماء على أنبيائه ورسله، فهو الذي نزل بالقرآن على نبينا صلى الله عليه وسلم، ونزل على غيره من الأنبياء والمرسلين من قبل بالوحي.
ويدل عليه أنه ورد في حديث صحيح: (أن الله إذا أراد أن يتكلم بالوحي أخذت السماوات منه رجفة شديدة، فيكون أول من يرفع رأسه جبريل)، فهذا دليل على فضله وتقدمه وسيادته عليه السلام.
وقد جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله إذا أحب عبداً نادى جبريل: إني أحب فلاناً فأحبه، فيحبه جبريل، ثم ينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يكتب له القبول في الأرض).
فهذان الأثران فيهما دلالة على فضله وتقدمه على غيره من الملائكة، وإن كنا لا نقطع بهذا؛ لعدم وجود النص الصريح الفاصل في الأمر، لكن نقول بتعبير دقيق: هذا ظاهر كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.