وَقَدْ ذَكَرَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ أَنَّ هَذِهِ الْأَحَادِيثَ نَاسِخَةٌ لِتِلْكَ الْمُتَقَدِّمَةِ، وَاحْتَجَّ بِقَوْلِ هُشَيْمٍ: كَانَ هَذَا فِي مَبْدَأِ الْإِسْلَامِ وَلَا أَرَى لِلْأَوَّلِ ثُبُوتًا.
وَلَا شَكَّ أَنَّ حَدِيثَ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ انْقَلَبَ عَلَى الرَّاوِي، فَأَرَادَ أَنْ يَقُولَ بِالْمَسْحِ، فَقَالَ: بِالْغُسْلِ، فَإِنَّ عَبْدَ خَيْرٍ، رَوَى عَنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: لَوْ كَانَ الدِّينُ بِالرَّأْيِ كَانَ بَاطِنُ الْخُفَّيْنِ أَوْلَى بِالْمَسْحِ وَلَكِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَمْسَحُ ظَاهِرَهُمَا» .
وَكَذَلِكَ الْحَدِيثُ الْآخَرِ، «وَمَسَحَ عَلَى رِجْلَيْهِ يَعْنِي فِي الْخُفِّ» .
فَعَلَى هَذَا لَا يَكُونُ هَاهُنَا نَاسِخٌ وَلَا مَنْسُوخٌ.
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الأَثْرَم: الْحَدِيثَانِ الْأَوَّلَانِ مُضْطَرِبَانِ، فَإِنْ كَانَا مَحْفُوظَيْنِ فَقَدْ نُسِخَا بِأَحَادِيثِ الْغُسْلِ