وَقَدِ ادَّعَى جَمَاعَةٌ نَسْخَ تِلْكَ الْأَحَادِيثِ الْمُتَقَدِّمَةِ بِحَدِيثِ ابْنِ عُكَيْمٍ.
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الْأَثْرَمِ: حَدِيثُ ابْنِ عُكَيْمٍ كَأَنَّهُ نَاسِخٌ لِمَا قَبْلَهُ أَلَا تَرَاهُ يَقُولُ قَبْلَ مَوْتِهِ بِشَهْرٍ.
وَقَالَ آخَرُونَ: يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ أَحَادُيثُ الْإِبَاحَةِ قَبْلَ مَوْتِهِ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ، قَالُوا: وَالْإِهَابُ اسْمُ الْجِلْدِ قَبْلَ الدِّبَاغِ.
وَقَدْ حَكَى أَبُو دَاوُدَ: أَنَّ النَّضْرَ بْنَ شُمَيْلٍ، قَالَ: يُسَمَّى إِهَابًا مَا لَمْ يُدْبَغْ.
وَأُجِيبَ هَؤُلَاءِ بِأَنَّهُ قَدْ رُوِيَ فِي بَعْضِ أَلْفَاظِهِ «كُنْتُ رَخَّصْتُ لَكُمْ فِي جِلْدِ الْمَيْتَةِ» .
فَدَلَّ عَلَى تَقَدُّمِ أَحَادِيثِ الْإِبَاحَةِ، وَصَحَّ النَّسْخُ.
وَهَذِهِ اللَّفْظَةُ بَعِيدَةُ الثُّبُوتِ، ثُمَّ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ رَخَّصَ فِي ذَلِكَ ثُمَّ نَهَى، ثُمَّ رَخَّصَ.
وَفِي الْجُمْلَةِ: حَدِيثُ ابْنِ عُكَيْمٍ مُضْطَرِبٌ.