وَقَدِ ادَّعَى جَمَاعَةٌ نَسْخَ تِلْكَ الْأَحَادِيثِ الْمُتَقَدِّمَةِ بِحَدِيثِ ابْنِ عُكَيْمٍ.

وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الْأَثْرَمِ: حَدِيثُ ابْنِ عُكَيْمٍ كَأَنَّهُ نَاسِخٌ لِمَا قَبْلَهُ أَلَا تَرَاهُ يَقُولُ قَبْلَ مَوْتِهِ بِشَهْرٍ.

وَقَالَ آخَرُونَ: يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ أَحَادُيثُ الْإِبَاحَةِ قَبْلَ مَوْتِهِ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ، قَالُوا: وَالْإِهَابُ اسْمُ الْجِلْدِ قَبْلَ الدِّبَاغِ.

وَقَدْ حَكَى أَبُو دَاوُدَ: أَنَّ النَّضْرَ بْنَ شُمَيْلٍ، قَالَ: يُسَمَّى إِهَابًا مَا لَمْ يُدْبَغْ.

وَأُجِيبَ هَؤُلَاءِ بِأَنَّهُ قَدْ رُوِيَ فِي بَعْضِ أَلْفَاظِهِ «كُنْتُ رَخَّصْتُ لَكُمْ فِي جِلْدِ الْمَيْتَةِ» .

فَدَلَّ عَلَى تَقَدُّمِ أَحَادِيثِ الْإِبَاحَةِ، وَصَحَّ النَّسْخُ.

وَهَذِهِ اللَّفْظَةُ بَعِيدَةُ الثُّبُوتِ، ثُمَّ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ رَخَّصَ فِي ذَلِكَ ثُمَّ نَهَى، ثُمَّ رَخَّصَ.

وَفِي الْجُمْلَةِ: حَدِيثُ ابْنِ عُكَيْمٍ مُضْطَرِبٌ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015