ذكر غَيْر واحد انه لما قدم مَكَّة واعتمر، قَالَ لَهُ أَهْل مَكَّة صبأت يا ثمامة، فَقَالَ: لا، ولكن أسلمت وباعيت محمدًا، ولا والله لا يأتيكم من اليمامة حبة واحدة حَتَّى يأذن فِيهَا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكانت اليمامة ريف مَكَّة إليهم يجلب الطعام منها، فلما رجع إِلَى اليمامة منع ذَلِكَ عَنْ أَهْل مَكَّة حَتَّى يأذن فِيهِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأرسل أَهْل مَكَّة إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يسألون منه أَن يكتب إِلَى ثمامة لَهُمْ، فكتب لَهُ كتابًا فِي ذَلِكَ، وأن يردَّ ذَلِكَ إليهم ففعل، وَهَذَا الْكِتَاب غَيْر الْكِتَاب المتقدم، وَهُوَ مَا ذكر ابْن سَيِّد النَّاسِ فِي السيرة أَن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتب إِلَى ثمامة ابْن أثال، وهوذة بْن عَلِي الحنفيين مَعَ سليط بْن عَمْرو العامري، وبعث إليهما.