فأشبهت الحروف فزال الإعراب عنها. والهاء كناية عن الله أي إن الله تعالى قادر على رجع الماء ورده في الإحليل. «على» حرف جر، «رجعه» جر بعلى، والهاء جر بالإضافة، وهو كناية عن الماء. قال أبو عبيدة: يقال للمطر الرجع. «لقادر» اللام لام التأكيد، ويقال تحتها يمين مقدرة، والمعنى إنه على رجعه والله لقادر. و «قادر» [رفع] خبر إن. والله تعالى قادر وقدير مثل عالم وعليم.
• "يوم تبلى السرائر" يوم نصبٌ على الظرف. فإن قيل: لم لم تنونه ويوم ينصرف؟ فقل: أسماء الزمان تضاف إلى الأفعال كقولك: جئتك يوم خرج الأمير، ويوم يخرج، ولا يجوز هذا زيد يخرج بغير تنوين، إنما يكون ذلك في أسماء الزمان؛ قال الله تبارك وتعالى: (هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم)، (ويوم لا تملك نفس)، و «تبلى» فعلٌ مضارعٌ أي تختبر. والابتلاء الاختبار. (وفي ذلكم بلاء من ربكم) وهو فعل ما لم يسم فاعله. والسرائر جمع سريرة. وإنما همزت الياء في الجمع وليس في الواحد همزٌ، لأن في الجمع قبل الياء ألفًا وهي ساكنةٌ، فاجتمع ساكنان، فقلبوا الياء همزة وكسروها لالتقاء الساكنين؛ ومثله قبيلة وقبائل. فإن كانت الياء أصلية نحو معيشة لم تهمز في الجمع. قال الله تعالى (وجعلنا لكم فيها معايش قليلاً ما تشكرون). من همز هذه الياء فقد لحن. وقد روى خارجةُ عن نافع همزه وهو غلط. وحدثني أحمد عن علي عن أبي عبيد أن الأعرج قرأ (معائش) بالهمز.