[أراد: لكن أنا] يخاطب امرأة. فإن قيل لم شددت اللام؟ فقل للإدغام، وذلك أن الإدغام [في الكلام] على ضربين لقرب المخرجين وتجانس الحرفين. فإن قيل لم لم ينون،؟ فقل لدخول الألف واللام؛ لأن التنوين والإضافة والألف واللام من دلائل الأسماء، فكل واحد منها يعاقب صاحبيه.
•"من" حرف جر، وهي لمبتدأ الغاية، كما أن «إلى» لمنتهى الغاية. فإذا قلت: لزيد من الحائط إلى الحائط، فقد بينت به طرفى ما له لأنك ابتدأت بمن وانتهيت بإلى؛ وكذلك خرجت من العراق إلى مكة.
حدثني المحمدان النحوي واللغوي عن ثعلب قال: إذا قال الرجل: لزيد علي من واحد إلى عشرة فجائز أن يكون عليه ثمانية إذا أخرجت الحدين، وجائز أن يكون عليه عشرة إذا أدخلت الحدين معا، وجائز أن يكون عليه تسعة إذا أخرجت حدا وأدخلت حدا.
•"الشيطان": جر بمن، علامة جره كسرة النون. فإذن قيل لك لم شددت الشين، فقل أدغمت فيها اللام. واللام تدغم في أربعة عشر حرفا: في التاء والثاء والدال والذال والراء والزاي والسين والشين والصاد والضاد والطاء والظاء واللام والنون. وإنما صارت اللام تدغم في أربعة عشر حرفا وهي نصف حروف المعجم لأنها أوسع الحروف مخرجا، وهي تخرج من حافة اللسان من أدناه إلى منتهى طرف اللسان