•قوله تعالى: "والسماء" الواو حرف قسم. وحروف القسم أربعة [أعني] الأصول: الواو والباء والتاء والهمزة؛ كقولك: والله وبالله وتالله وآلله. و «السماء» جر بواو القسم. وإنما جرت الواو لأنها عوض من الباء، والتقدير أحلف بالسماء، ثم أسقطوا أحلف اختصارًا إذ كان المعنى مفهوما؛ كما ترى رجلا قد سدد سهما ثم تسمع صوت القرطاس فتقول: القرطاس والله، أي أصاب القرطاس.
فإن سأل سائل فقال: قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تحلفوا إلا بالله» فلم جاز الإقسام أن يقع بغير الله؟ فقل: التقدير ورب السماء، ورب الفجر، فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه. وفيه غير هذا مما قد بينته في مواضع.
واعلم أن القسم يحتاج إلى سبعة أشياء: حرف القسم، والمُقْسِمِ، والمقسم به، والمقسم عليه، والمقسم عنده، وزمان ومكان.
والسماء كل ما علاك. ولذلك سمي سقف البيت سماء؛ قال الله تبارك وتعالى: (من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة) أي من كان يظن من هؤلاء الكفار الحسدة لمحمد صلى الله عليه وسلم أن لن ينصر الله محمدًا (فليمدد