•قوله تعالى: "قل أعوذ برب الناس) " "قل" [أمر] موقوف في قول البصريين، ومجزوم في قول الكوفيين. «أعوذ» فعل مضارع. «برب» جر بالباء الزائدة. وشددت الباء لأنهما باءان. «الناس» جر بالإضافة. وقرأ الكسائي «برب الناس» بالإمالة. وإنما أمال ليدل على أن ألفه منقلبة من ياء والأصل قل أعوذ برب النيس، فصارت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، وسمعت ابن الأنباري يقول: الأصل في الناس النوس. وجائز أن يكون النسى من النسيان، فقلبوا لام الفعل إلى موضع عينه، وفيه قول رابع، قال سيبويه: الأصل في الناس الأناس، فتركوا الهمزة تخفيفا وأدغموا اللام في النون.
• "ملك" بدل من رب. "الناس" جر بالإضافة. والناس يكون واحدا وجمعا؛ فالواحد مثل قوله تعالى: (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم): وكان الذي قال لهم رجلا واحدًا. وقوله تقدست أسماؤه: (ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس): يعني إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام، وقرأ سعيد بن جبير «ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس» يعني آدم صلى الله عليه عُهدَ إليه فنسى.