• "ما" مفعول بها. "عبدتم" صلة ما. وشددت التاء لأن الأصل عبدتم ظاهر الدال، والدال أخت التاء قريبة منها، فقلبوا من الدال تاء وأدغموا التاء في التاء. ولو كان في غير القرآن لجاز أن تقول عبد دم، تقلب من التاء دالا، لأن الدال أجهر وأقوى، فيغلب القوي على الضعيف، والمجهور على المهموس.
• "ولا أنتم" إعرابه كإعراب الأول. "عابدون" خبر أنتم.
•و"ما" مفعول. و"أعبد" فعل مستقبل وهو صلة ما، وفيه هاء محذوفة، والتقدير ما أعبده، وكذلك في جميع ما تقدم.
فإن سأل سائل فقال: ما وجه التكرير في هذه السورة؟ فقل: معناه أن قوما من كفار قريش صاروا إلى النبي صلى الله عليه فقالوا أنت سيد بني هاشم وابن ساداتهم، ولا ينبغي أن تسفه أحلام قومك، ولكن نعبد نحن ربك سنة وتعبد أنت إلهنا سنة، فأنزل الله تعالى: قل يأيها الكافرون، لا أعبد ما تعبدون الآن ولا أنتم عابدون فيما تستقبلون ما أعبد، ولا أنا عابد فيما أستأنف ما عبدتم أنتم فيما مضى من الزمان. ولا أنتم عابدون الساعة ما أعبد.
فإن قال قائل: فقد كان فيهم من أسلم بعد ذلك الوقت فلم قيل ولا أنتم عابدون؟ فالجواب في ذلك أن هذا نزل في قوم بأعيانهم ماتوا على الكفر وعلم الله تعالى ذلك منهم، فأخبر أنهم لا يؤمنون أبدًا؛ كما قال تعالى: (سواء عليهم