• قوله تعالى: "ألم تر" الألف ألف التقرير في لفظ الاستفهام. و «لم» حرف جزم. و «تر» مجزوم بلم، وعلامة الجزم، سقوط الألف. و «تر» ووزنه من الفعل تفعل، وقد حذف من آخره حرفان الألف والهمزة؛ فالألف سقطت للجزم وهي لام الفعل مبدلة من ياء، والهمزة هي عين الفعل سقطت تخفيفا، والأصل «ترأى»، فانقلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، فصار ألفا لفظا وياء خطا، ونقلوا فتحة الهمزة إلى الراء، وأسقطوها تخفيفا؛ لأن الماضي من ترى رأيت مهموزًا، والمصدر من ذلك رأيت زيدا بعيني أراه رؤية فأنا راءٍ. [ووزن راء فاعل]، والأصل رائي؛ فاستثقلوا الضمة على الياء المتطرفة فحذفوها، فالتقى ساكنان الياء والتنوين، فأسقطوا الياء لالتقاء الساكنين فصار [راء] مثل راع وقاض. فالهمزة في راء بإزاء العين في راع. فإن شئت أثبته خطا فجعلت بعد الألف ياء عوضا عن الهمزة، وإن شئت كتبته بألف ولم تثبت الهمزة؛ لأن الهمزة إذا جاءت بعد الألف تخفي وقفا فحذفوها خطا، وكذلك جاء وشاء وساء ومراء جمع مرآة، كل ذلك أنت فيه مخير في الحذف والإثبات. فإذا أمرت من رأيت قلت «رَ» يازيد، براء واحدة، فإذا وقفت قلت