قوله تعالى: "ويل لكل همزة" «ويل» رفع بالابتداء، علامة رفعه ضم آخره. فإن سأل سائل فقال: ويل نكرة والنكرة لا يبتدأ بها، فما وجه الرفع؟ فقل: النكرة إذا قربت من المعرفة صلح الابتداء بها، نحو خيرٌ من زيد رجلٌ من بني تميم، ورجلٌ في الدار قائمٌ، وكذلك ألف الاستفهام مسهلة الابتداء بالنكرة، نحو قولك أمنطلقٌ أبوك، هذا قولٌ. وقال آخرون: ويل معرفة؛ لأنه اسم وادٍ في جهنم، نعوذ بالله منه. فإن قيل: وهل تعرف العرب ذلك؟ فقل: إن ألفاظ القرآن تجئ لفظًا عربيا مستعارًا، كما سمى الله تعالى الصنم بعلا حيث اتُّخذ ربا، والصنم عذابا ورجزا، فقال: (والرجز فاهجر)؛ لأن من عبد الصنم أصابه الرجز فسمي باسم سببه. فلما كان الويل هلاكا وثبورا ومن دخل النار فقد هلك، جاز أن يسمي المصير إلى الويل ويلا، وكذلك (فسوف يلقون غيا): قيل: واد في جهنم، نعوذ بالله منه. ويجوز في النحو ويلا لكل همزة، على الدعاء أي ألزمه الله ويلا. قال جريرٌ:
كسا اللؤم تيما خضرة في جلودها ... فويلا لتيم من سرابيلها الخضر
بالنصب الرواية الصحيحة. وأجاز الكوفيون وَيْلٌ وَويْلُ [ووَيْلَ] وويلا على حسم الإضافة وعلى إرادتها. والويس كلمة أخف من الويل. والويح كلمة أخف