والقطع. قال: ومثل هذا مما لفظه معرفة ومعناه الانفصال والتنكير قوله [عز وجل]: (هذا عارض ممطرنا) معناه ممطر لنا، كما قال جرير:
يارب غابطنا لو كان يأملكم ... لاقى مباعدة منكم وحرمانا
اعلم أن بسم الله الرحمن الرحيم آية من سورة الحمد وآية من أوائل كل سورة في مذهب الشافعي، وليست آية في [كل] ذلك عند مالك؛ وعند الباقين هي آية من أول أم الكتاب وليست آية في غير ذلك. وقد ذكرنا الاحتجاج في ذلك في كتاب شرح أسماء الله جل وعز. فأما القراء السبعة فيثبتون بسم الله الرحمن الرحيم في أول كل سورة إلا في براءة ما خلا أبا عمرو وحمزة فإنهما كانا لا يفصلان بين السورتين ببسم الله الرحمن الرحيم. حدثني أبو سعيد الحافظ قال حدثني أبو بكر النيسابوري قال سمعت الربيع يقول سمعت الشافعي يقول: أول الحمد بسم الله الرحمن الرحيم وأول البقرة الم. وكل ما ذكرت من اختلاف العلماء والقراءة فقد رويت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. والذي صح عندي فمذهب الشافعي [رحمه الله] وإليه أذهب.