• "وأما السائل فلا تنهر" نسق على ما قبله، وإعرابه كإعراب الأول.
• "وأما بنعمة ربك فحدث" [الفاء جواب أما. و «حدث» أمر]. حدثني ابن مجاهد عن السمري عن الفراء، قال: قرأ على على أعرابي: «وأما بنعمة بك فخبر». قال قلت: إنما هو فحدث، قال: حدث وخبر واحد.
قال أبو عبد الله: اختلف أهل العلم في هذا، فقال قوم: ما قرئ على الشيخ قلت فيه أخبرنا، وما أملاه عليك قلت فيه حدثنا. وقال مالك حدثنا في كل ذلك. و [قال:] ألا ترى أنك تقول: أقرأني نافع عن أبي نعيم، وإنما قرأت عليه. والاختيار في هذا أن تقول كما تسمع، فتقول: أجازني في الإجازة، وقرأتُ عليه وقرأ علي. وقال رجلٌ من أصحاب الحسن بن علي صلوات الله عليه: دخلت على سيدي الحسن فقبَّلتُ يده، فناولني كفًّه وقال: «قبلة المؤمن من المؤمن من المصافحة». قلت: ما معنى قوله: (وأما بنعمة ربك فحدث)؟ قال: هو الرجل يعمل عمل البر يخفيه عن المخلوقين ثم يُطْلع عليه ثقاته من إخوانه، وحدثني أحمد عن علي عن أبي عبيد في حديث رسول الله صلى الله عليه أن رجلاً سأله فقال: يا رسول الله إني أعمل البر وأخفيه عن المخلوقين ثم يُطْلَعُ عليه، فهل [لي] في ذلك من أجر؟ فقال: «لك في ذلك أجران أجر السر وأجر العلانية».