في العربية، ولأن الرواية الصحيحة عن أبي عمرو الإظهار لأنه رأس البصريين، فلم يك ليجتمع أهل البصرة على شيء وسيدهم على ضده. وكان الفراء يجيز إدغام الراء في اللام كما يجيز إدغام اللام في الراء.
واسم الله عزوجل قُدم على الرحمن؛ لأنه اسم لا ينبغي إلا لله جل ثناؤه. وقيل في قوله تعالى: (هل تعلم له سميا) أي هل تعرف في السهل والجبل والبر والبحر والمشرق والمغرب أحدًا اسمه الله [غير الله] عز وجل. وقيل: هو اسمه الأعظم، وقيل اسمه الأعظم ياذا الجلال والإكرام، وقيل يا حي يا قيوم.
وقدم الرحمن على الرحيم لأن الرحمن اسم خاص لله، والرحيم اسم مشترك، يقال: رجل رحيم، ولا يقال رحمن، فقدم الخاص على العام. وقال ابن عباس: الرحمن الرحيم اسمان رقيقان أحدهما أرق من الآخر. وقال آخرون: الرحمن أمدح، والرحيم أرق، [فرحيم] كما تقول لطيف. وقال أبو عبيدة: رحيم ورحمن لغتان، فرحيم فعيل [من الرحمة]، ورحمن فعلان من الرحمة. قال: وذلك لاتساع اللغة عندهم، كما تقول نديم وندمان بمعنى، وأنشد:
وندمانٍ يزيد الكأس طيبا ... سقيت وقد تغورتِ النجومُ
وقال آخرون: رحمن بالعبرانية رخمان، وأنشدوا بيت جرير:
أو تتركون إلى القسين هجرتكم ... ومسحكم صلبهم رخمان قربانا