(السندس) هو ما رقّ من الديباج، والإستبرق ما غلظ منه، وهو تعريب استير قال الزمخشري: «فإن قلت: كيف ساغ أن يقع في القرآن العربي المبين لفظ أعجمي؟ قلت إذا عرب خرج عن أن يكون أعجميا لأن معنى التعريب أن يجعل عربيا بالتصرّف فيه وتغييره عن منهاجه وإجرائه على أوجه الإعراب» وهناك سؤال آخر أورده الملحد ابن الراوندي وهو كيف وعد الله أهل الجنة بلبس الإستبرق وهو غليظ الديباج مع أنه عند أغنياء الدنيا عيب ونقص؟ والجواب أن غليظ ديباج الجنة لا يساويه غليظ ديباج الدنيا حتى يعاب كما أن سندس الجنة وهو رقيق الديباج لا يساويه سندس الدنيا، وقد أشبع أبو العلاء المعرّي في رسالة الغفران ابن الراوندي تهكما وسخرية.
الإعراب:
(إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقامٍ أَمِينٍ) وإن واسمها وفي مقام خبرها وأمين نعت لمقامِ ي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ)
الجار والمجرور بدل من في مقام بإعادة الجار (يَلْبَسُونَ مِنْ سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقابِلِينَ) الجملة إما خبر ثان لإن وإما حال من الضمير المستكن في الجار ومن سندس متعلقان بيلبسون ومتقابلين حال من الضمير في يلبسون وفي هذه الحال وصف جميل لمجالس أهل الجنة لا ينظر بعضهم إلى قفا بعض لدوران الأسرة بهم (كَذلِكَ وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ) كذلك خبر لمبتدأ محذوف أي الأمر كذلك وهذه الجملة اعتراضية بين المعطوف والمعطوف عليه جيء بها