ومراده بالبقر العين الذين أخبر عنهم أولا بقوله ولو تراهم فكأنه انتزع منهم موصوفين بهذه الصفة مبالغة فيها.

7- ومنه أن ينتزع الإنسان من نفسه شخصا آخر مثله في الصفة التي سيق لها الكلام ثم يخاطبه كقول أبي الطيب المتنبي:

لا خيل عندك تهديها ولا مال ... فليسعد النطق إن لم تسعد الحال

أراد بالحال الغنى فكأنه انتزع من نفسه شخصا آخر مثله في فقد الخيل والمال والحال، ومنه قول الأعشى:

ودّع هريرة إن الركب مرتحل ... وهل تطيق وداعا أيها الرجل

وقول أبي نواس الممتع:

يا كثير النوح في الدمن ... لا عليها بل على السكن

سنة العشاق واحدة ... فإذا أحببت فاستنن

ومراده الخطاب مع نفسه ولذلك قال بعده:

ظنّ بي من قد كلفت به ... فهو يجفوني على الظّن

بات لا يعنيه ما لقيت ... عين ممنوع من الوسن

رشأ لولا ملاحته ... خلت الدنيا من الفتن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015