الحق أبلج والسيوف عوار ... فحذار من أسد العرين حذار
وفيها يخترع وصف المصلبين فيقول:
بكروا وأسروا في متون ضوامر ... قيدت لهم من مربط النّجّار
لا يبرحون ومن رآهم خالهم ... أبدا على سفر من الأسفار
وهذا المعنى مما يعثر عليه عند الحوادث المتجددة، والخاطر في مثل هذا المقام ينساق الى المعنى المخترع من غير كبير كلفة لشاهد الحال الحاضرة، ومما قاله فيها في صفة من أحرق بالنار:
ما زال سر الكفر بين ضلوعه ... حتى اصطلى سرّ الزناد الواري
نارا يساور جسمه من حرها ... لهب كما عصفرت شقّ إزار
طارت لها شعل يهدّم لفحها ... أركانه هدما بغير غبار
فصّلن منه كلّ مجمع مفصل ... وفعلن فاقرة بكل فقار
مشبوبة رفعت لأعظم مشرك ... ما كان يرفع ضوءها للساري
صلى لها حيا وكان وقودها ... ميتا ويدخلها مع الفجار