وقد طوى الشوق في أحشائنا بقرا ... عينا طوتهن في أحشائها الكلل
ومراده بالبقر العين الذين أخبر عنهم أولا بقوله ولو تراهم فكأنه انتزع منهم موصوفين بهذه الصفة مبالغة فيها.
ز- ومنها أن ينتزع الإنسان من نفسه شخصا آخر مثله في الصفة التي سيق الكلام لها ثم يخاطبه كقول أبي الطيب:
لا خيل عندك تهديها ولا مال ... فليسعد النطق إن لم يسعد الحال
فكأنه انتزع من نفسه شخصا آخر مثله في فقد الخيل والمال ومنه قول الأعشى:
ودّع هريرة إن الركب مرتحل ... وهل تطيق وداعا أيها الرجل
وقال أبو نواس وأبدع متغزلا:
يا كثير النوح في الدمن ... لا عليها بل على السكن
سنة العشّاق واحدة ... فإذا أحببت فاستنن